البوظة التي لونت أيام طفولتنا

كعنوانٍ ملفتٍ لأهالي صيدا… ما هي البوظة التي لونت أيام طفولتك؟! ان كنت صيداوي أصيل ستقول “بوظة هدايا” ومن غيرها يا ترى؟!  بوظة هدايا هي تراث مدينة صيدا منذ العام 1958 وحتى اليوم. ومن يأتي من الخارج ولا يتذوق هذه البوظة فقد فاته نصف عمره بل أكثر.

في عام 1958 قرر الحاج نزيه النوّام انشاء مع ولديه معملاً للبوظة في أحد أحياء صيدا القديمة، واطلق عليه اسم “هدايا” من دون أن يكون لهذه التسمية سبب معيّن أو قصة ما. اليوم لا يزال المعمل يعمل كما كانت حاله منذ نشأته الأولى وبنفس الجودة التي تذكرك بطفولتك. أنواع البوظة التي ينتجها المعمل نوعين، بوظة من ثلج بطعمات عديدة مثل التوت والشمام والحامض، ونوع آخر من شوكولا وحليب وفستق. واليوم أصبح الطلب عليها تأكيداً لهوية صيداوية خاصة لدى جيل الشباب الذي سمع عنهـــــــا من الآبــــاء والجدّات.

هذه البوظة استطاعت بشكل كبير أن تشكّل جزءاً من تاريخ صيدا، إذ ينتظر أبناء المنطقة العودة اليها خلال الصيف للتلذذ بطعمها الذي لا مثيل له ولا يوجد مثلة ولا بديل عنه خارج صيدا أو داخلها. خصوصاً أن صاحبها محمد النّوام يصر على توزيعها على دكاكين المدينة.

سرّ هذه البوظة يكمن بوصفة ورثها محمد عن ابيه نزيه النّوام، وهي تتعلّق بمقادير ومكونات العصير الذي يتم تحضيره أولاً ومن ثم تبريده في بركة مياه مزوّدة بأجهزة التبريد، ومن ثم يتم إضافة عيدان الخشب وتغليفها، وبيعها مباشرةً من المعمل إلى الزبائن، أو الدكاكين التي توزّعها.

واليوم نرى كُثُرٌ يحاولون تقليد هذه البوظة بالطعمة والشكل والتغليف في صيدا والجوار، ولكن جميعهم فشلوا في الوصول إلى النكهة المميزة والمنعشة التي تتمتع بها بوظة هدايا، رغم حصولهم على شكل مشابه لها، وذلك بتأكيد من أبناء المنطقة.

Facebook
Twitter
LinkedIn
Email
WhatsApp
Facebook
Telegram

Comments

mood_bad
  • No comments yet.
  • Add a comment